يتفاوت الناس بين من يلعبها طول الوقت ومن في أوقات انتظاره الحافلة أو موعد الطبيب وبين من يجربها بين الفينة والأخرى وبين من لعبها مرة حتى نصل لمن على الأقل شاهدها، فهي توجد على تقريبًا كل الهواتف
بأنواعها وأختلاف أنظمتها. لماذا حازت Candy Crush على هذه الشعبية والانتشار؟! هي ليست مميزة من حيث ذات اللعبة فهي لعبة ليست بجديدة أبداً لكن سر تميز هذا التطبيق في توظيف أدوات الانتشار في بنيتها وفي ظاهرها، وهناك بعض العوامل التي وجد المتخصصون أن لها دور كبير في ذلك مثل:
- بالمجان:
حسنًا فلنبدأ بأكثر العوامل توقعًا، فهو عامل كبير أن تكون اللعبة من أولها لأخرها متاحة لك بشكل مجاني، أجل هناك طرق غير مباشرة للدفع، فيمكنك تفادي خسارة واستخدام وسائل مساعدة في اللعبة لكنه متاح لك أن تخوض التجربة من تحميل اللعبة ثم أول مستوى إلى النهاية دون دفع شيء وبهذا لا نشعر بأننا مجبرين على دفع شيء حتى نلعب.
- بين البساطة والتعقيد:
عندما تستخدم تطبيق فإن ما تريد هو أن تنجز من خلاله مهمتك منه بأكثر الطرق اختصاراً دون الحاجة لقراءة تعليمات وسؤال من سبقك في التجربة، واللعبة تحقق لك ذلك فهي بسيطة سهلة التعامل فمجرد أن تحملها وتفتحها تقدر على البدء في اللعب فوراً. ولكن هذا يتناغم مع تزايد في الصعوبة والتعقيد بشكل بسيط كلما ارتفعت في المستويات بحيث تشعرك بتجدد وأنك لا تعيد المستوى السابق بل تتقدم وتتقدم.
ومما تجمع فيه اللعبة ذلك أنها مصممة أن يكون متوسط الوقت الذي ستحتاجه لإنهاء مستوى منها هو ثلاث دقائق فقط مما يغريك بأن تفتحها وتبدأ باللعب أثناء انتظار الحافلة أو صديق تأخر عليك قليلًا. ومما يميز هذا الاندماج المميز بين البساطة والتعقيد تنوع مراحل اللعبة في متطلباتها؛ فمرة مطلوب منك أن تخلي الساحة من نوع جواهر معين ومرة أن تحصل عدد من النقاط خلال زمن معين ومرة أن تنزل المكونات للأسف وهكذا.
- المشاركة مع الأصدقاء:
عززت اللعبة نفسها بالربط بين التطبيق على الهاتف وبين موقع Facebook فهو يعتبر إلى الآن موقع التواصل الاجتماعي الأكبر والأوسع انتشاراً وبذلك وفرت لنا إمكانية مشاركة ما حصلت من نقاط مع أصدقائك ومعرفة إلى أي مستوى وصلوا ودعوة الغير لكي يلعب معك فتكون دافع لتلعب أكثر حتى تتخطى صديقك أو تلعبان معًا مستوى لتريا أيكم ينهيه أولًا.
- التشويق:
أعتمدت اللعبة على عوامل كثيرة في هذا الجانب منها نظام المكافأت الشهير بتأثيره النفسي فأنت حين تنهي مستوى من مستويات اللعبة أو أيضًا أثناء اللعب تجد مكافأت متنوعة عندما تنجز عدد معين من نوع من الجواهر أو عندما تقوم بحركة متقدمة وما شابه. بل إن الترقي في المستويات في حد ذاته أمر مشوق فرغم أنه شيء عادي موجود في اللعب لكن في Candy Crush تجد أنه ليس فقط كلما ازدادت في المستويات ازدادت الصعوبة ولكن أيضاً تصبح أكثر وأكثر إلماماً باللعبة فتستطيع أن تنتهي في وقت أقل من المحدد فتنال نقاط أكثر أو تجمع عدد جواهر أعلى.
- الحظ:
وهذا العامل يعتبر من أكثر ما يجعلك تلعب وتلعب وتلعب فبينما للمهارة جانب قوي في اللعبة فإن للحظ كلمة أخرى، فليس المستوى الواحد ثابت في طبيعة الجواهر التي ستكون فيه فبالرغم من أن شكل المستوى والوقت والمطلوب يكون واحد لكن سيختلف ترتيب الجواهر وتنوعهم. وبذلك تجد نفسك عند الخسارة تقول أنك في المحاولة القادمة قد يكون الترتيب أفضل وهكذا تدمن على إعادة المستوى وليس فقط لتعديته بل أحياناً تريد في المحاولة الثانية أن تحقق نقاط أعلى من المرة السابقة وتتسابق مع نفسك وتتحداها.
للعبة عوامل أخرى كثيرة ساهمت بشدة في نجاحها الكبير المستمر حتى الآن فما زلت سترى شخص بجوارك في المترو يلعبها حتى يصل إلى محطته وهذه العوامل ليست فقط عوامل متاحة لتطبيقات الألعاب بل يمكن توظيفها في أي تطبيق أخر حسب موضوعه فمن أنشأ اللعبة نظر إلى ما يجعلها مرتبطة ارتباط حتمي في أذهان الناس وتكون أول شيء يفكرون في عمله في لحظات الفراغ أو في أوقات يريدون فعل شيء لا يتطلب جهد عقلي كبير فيفصلهم قليلاً عن التفكير في أعمالهم ومشاغلهم.
ولتجعل تطبيقك متميزاً ناجحاً ليس المطلوب أن تأتي بفكرة خارقة جديدة فقط بل الأساس أن تنظر للفئة التي تستهدفها والاحتياجات المتوافقة مع هدفك وتعرف كيف توظف أمور وعوامل في تطبيقك لتلبي تلك الاحتياجات بذكاء.