هناك ثمة معلومات أساسية يجب أن تعرفها أهمها تحديد هوية جمهورك المستهدف، قبل أن تفكر بأي خطة أو استراتيجية تسويق وحتى قبل العمل على تصميم وبرمجة التطبيق. إذا ما لم تفهم ماذا يريد أو يحتاج أولئك المستخدمين من منتجك، فحتماً ستكون هناك مشكلة كبيرة في معرفة كيفية الوصول لهم وفي كيفية إيصال رسالتك أثناء حملة التسويق. من أكبر التحديات التي تواجه الأعمال أو الشركات الناشئة، مسألة التأكد من مواجهة السوق الهدف، خاصة إذا كنت تمتلك ميزانية تسويق محدودة. إذن، فلا بد أن تصل المستخدم المناسب أو المستخدم الذي يمكن اكتسابه وبما يناسب تلك المحدودية.
يجب أن تكون لديك دراسة عميقة حول موضوع السوق أو الجمهور المستهدف، حيث نستطيع أن نسمي هذه الدراسة بدراسة ما وراء التقنية، بمعنى أن نتعرف على الأشياء التي لا تستطيع التقنية وأدوات التسويق الوصول إليها. لذا، فإن الأدوات التقنية التسويقية بإمكانها توصيل الرسالة التي تريد توصيلها إلى جمهورك بشكل مباشر. لكن، لا تستطيع بشكل مباشر أن تعرف من خلال هذه الأدوات التسويقية لماذا لم يستجب الناس لرسالتك التسويقية.
في هذا المقال سنكشف عن نجومية دراسة السوق الهدف، التي تشكل عمق وتأثير حقيقي على تجربة تعريف واكتساب الجمهور المستهدف خارج تأثير التقنية.
كيف تعرف جمهورك المستهدف؟
من أول الخطوات التي يجب أن تخطوها، تعريف جمهورك المستهدف، لكن كيف؟ كيفية تعريف الجمهور المستهدف تتم من خلال الأخذ بعين الاعتبار النقاط الآتية:
- دراسة الديموغرافيا (Demographics)
تُعرف دراسة الديموغرافيا بأنها الدراسة التي تهتم بمعرفة المواصفات الخاصة بالتركيب السكاني لأفراد المجتمع مثل معرفة العمر، المهنة، التعليم، الدخل الشهري أو السنوي.
- دراسة السايكوغرافيا (Psychographics)
دراسة البنية الشخصية لأفراد المجتمع والتي تتضمن التعرف على التفكير، القيم الحياتية، الاهتمام الخاص بأفراد ذلك المجتمع.
- كيف تصل إلى الجمهور (السوق) الهدف؟
الوصول إلى الهدف حتماً يتطلب الوصول إلى المكان الذي يأوي ذلك الهدف. لكن، كيف تُحدد هذا الهدف وكيف تصل إليه؟
أن دراسة الديموغرافيا "بالتأكيد" دراسة ليست اعتباطية، لأنها السبيل الأول الذي من خلاله ستصل إلى المستهلك والتي تُبين "من" هُم مستهلكي تطبيقك أو منتجك؟، حيث تستفيد من تلك الـ "من" في معرفة التالي:
- تحديد الفئات العمرية
عند تحديد الفئات العمرية، تستفيد من الوصول الدقيق إلى المستهلك المناسب، فمثلاً: إذا كان تطبيقك يهتم بالفئة العمرية من 16 - 21، عندها، المنصة المناسبة التي ستجد عليها هذه الفئة هي سناب شات. وكذلك تستفيد من تحديد نسبة المستخدمين الذين أعمارهم تناسب استخدام تطبيقك.
- تحديد طبيعة المهن
عند تحديد نوع المهن التي يمارسها جمهورك، ستستفيد من الوصول إليهم بأسلوب المهن التي يمارسوها، وكذلك ستستفيد أيضاً من معرفة ما إذا كان تطبيقك يجلب منفعة لمهنهم أم العكس، وكذلك تنفع معرفة طبيعة المهن التي يمارسها جمهورك في معرفة مثلاً: هل لديهم وقت فراغ يسمح لهم باستخدام تطبيقك أم لا. إذا كان التطبيق مصمم لهم أثناء العمل، حاول أن تسهل ميزات التطبيق وتجعلها أكثر سلاسة وسرعة وفاعلية عند التعامل معها، بحيث تكون هذه الميزات لا تجبرهم على ضياع الكثير من وقتهم أثناء ساعات العمل.
- تحديد مستوى الدخل المعيشي
عند تحديد مستوى الدخل المعيشي تستفيد من معرفة ما إذا كان جمهورك مستعد للدفع أثناء تفعيل استراتيجية جمع الأرباح أم لا على ضوء مستوى الدخل الشهري أو السنوي للفرد، إذا كان تطبيقك مدفوع. أما إذا كان مجاني، فهنا يجب أن تجد الحل البديل وهو أن تجد لهم المصدر المناسب الذي يلائم المعايير التي طبقتها في التطبيق والتي تناسب هؤلاء الزبائن، وبالتالي ومن خلال ذلك المصدر، تستطيع أن تجمع أرباحك. لذا، تعتبر معرفة الدخل المعيشي للجمهور من أهم الركائز التي يعتمد عليها رجال وسيدات الأعمال، لأنك لا تستطيع تصميم منتج لإشباع حاجات الفرد ما لم تعرف قوة أو ضعف الدخل المعيشي للمستخدم الهدف.
- كيف تتأكد من تناسب تطبيقك مع جمهورك المستهدف؟
إن الوصول للهدف المجرد من دون أدلة وبراهين يعتبر وصول ناقص أو قد يعتبر وصول وهمي وخاطئ. إذن، كيف أتأكد بأن هذا هو جمهور تطبيقي المناسب؟
إن دراسة السايكوغرافيا هي السبيل الثاني الذي من خلاله يؤكد لك أنك ما إذا قد وصلت إلى المستهلك المناسب أم الغير مناسب. لذا، تُبين السايكوغرافيا "لماذا" يريد المشتري أن يستهلك تطبيقك؟ حيث تستفيد من تلك الـ"لماذا" في معرفة التالي:
- تحديد مستوى تفكير المستخدم
قد يكون من الصعب أن تحدد المستوى الذي يفكر فيه المستخدم والتي تنعكس على طريقة ومنهجية تعامله مع الأشياء في حياته، لكن تستطيع أن تتجاوز هذه الصعوبة من خلال الرجوع قليلاً إلى الديموغرافيا. من خلال هذا الرجوع، تستطيع التعرف على مدى العمق الفكري الذي يتبعه افراد ذلك المجتمع الذي يبان في حساسية تعاملهم مع مقومات حياتهم الأساسية مثل الصحة والتعليم، وغيرها من المقومات الأخرى.
- تحديد الأشياء التي تضيف قيمة لحياة المستخدم
ليس من الصعب التعرف على هذه النقطة، والمقصود بها: معرفة طبيعة الأشياء التي يعتبرها المستخدم تضيف قيمة لحياته لما يشتريها. فمثلاً: إذا كان تطبيقك مهتم لمعالجة وتعديل الصور، تذكر بأن هناك الكثير من الناس "خاصة الفئات العمرية ما بين 16 – 21" الكثير منهم لا يضيف صورة على بروفايل حساباته الاجتماعية ما لم يُجري لها تعديل بسيط. بالإضافة، تحتاج هنا في هذه النقطة أن توازن بين قيمتين، قيمة استخدام تطبيقك من جانب المستخدم ، وقيمة توفير خصائص وميزات ممتازة من جانبك المستخدم.
- تحديد اهتمام حياة المستخدم
ربما تكون هذه النقطة غامضة ومربكة للغاية، لكن للسهولة تستطيع تقسيم اهتمامات المستخدم الى نوعين: هل المستخدم يكرس جميع اهتماماته بنسبة 100% لأعماله؟ أم اهتماماته متوازنة بين العمل والترفيه؟ تذكر بأن هناك أُناس يوجهوا كل طاقات حياتهم نحو أعمالهم 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع، بل حتى يصنعون فرص ترفيهية داخل إطار أعمالهم. وتذكر النوع الأخر من الناس الذين يوجهون الجزء المطلوب من طاقتهم لأعمالهم من أجل أن يحصلوا من خلال هذا الجزء على فرص معيشية بسيطة ومن أجل الحصول على أكثر من الفرص الترفيهية بعيداً كل البعد عن شؤون المال والأعمال. لذا فإن تحديد اهتمام المستخدم يندرج ضمن لائحة أسلوب حياة الناس اليومي.